تتمتع صناعة المطاعم في المملكة العربية السعودية بتطور ملحوظ، وكمالك لمطعم، أنت على دراية بأن هذا المجال يشهد منافسة شديدة، وأن الأرباح قد تكون محدودة. لكن هناك أخبار سارة، إذ توجد استراتيجيات معينة يمكنك استخدامها بكفاءة لتعزيز قدرتك التنافسية وزيادة هامش الربح لديك، سيقدم هذا المقال نظرة على مجموعة من الأفكار التي ثبت نجاحها في تحسين المبيعات الأرباح والاستراتيجيات تشجع العملاء على زيادة قيمة الطلب في المطاعم.

ما هو هامش الربح في المطاعم؟ وكيف يتم حسابه؟

هو الحساب المجمل لأرباح أو مكاسب المطعم، يختلف هامش الربح للمطاعم بناءً على عدة عوامل مثل الموقع، نوع المطعم، وكفاءة الإدارة، لكن في المتوسط، تعمل المطاعم بهوامش ربح تتراوح بين 3٪ إلى 6٪. لحساب الربح الإجمالي، يتم طرح تكلفة البضائع المباعة من إجمالي المبيعات، بينما صافي الربح يتضمن خصم جميع النفقات من إجمالي المبيعات، تحسين هوامش الربح تعتمد بشكل أساسي على زيادة قيمة الطلب في المطاعم، وهذا يتم عبر الاستراتيجيات التالية.

استراتيجيات زيادة قيمة الطلب في المطاعم

الإستراتيجية الأولى: بناء برنامج ولاء العملاء

تعتبر برامج الولاء ركيزة مهمة لنجاح المطاعم، يشجع هذا النظام العملاء على الإقبال المتكرر ويعترف بتقديرهم المستمر، إليك بعض الإرشادات لزيادة قيمة الطلب في المطعم عبر برامج الولاء:

– تقديم مكافآت قيمة: يتميز برنامج الولاء بقدرته على منح العملاء مكافآت ذات أهمية وقيمة، هذه المكافآت قد تشمل تقديم وجبات بدون مقابل، خصومات مغرية، أو عروض حصرية.

– تسهيل انضمام العملاء: يجب أن يكون الانضمام لبرنامج الولاء الخاص بك عملية سلسة وواضحة، تجنب التعقيدات التي قد تؤخر انخراط العملاء في البرنامج.

– تحفيز العملاء لجلب عملاء آخرين: حفّز عملائك على دعوة الأصدقاء والأهل لتجربة مطعمك من خلال تقديم نقاط مكافأة أو مزايا خاصة لهم عند قيامهم بذلك.

– تخصيص التجربة: زود عملائك بتجربة فريدة من نوعها من خلال تقديم عروض ترويجية مصممة خصيصًا استنادًا إلى سجلات مشترياتهم واهتماماتهم الشخصية.

الاستراتيجية الثانية: اقترح على عملائك إضافة بعض الأصناف الجانبية

هل لاحظت كيف تقدم مواقع التجارة الإلكترونية اقتراحات مفيدة بعد إضافة منتجات إلى سلة التسوق؟ هذه الاقتراحات، التي تتناسب بشكل جيد مع المنتجات التي اخترتها، تعتبر استراتيجية تسويقية ذكية لزيادة قيمة الطلب، حيث يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية في المطاعم أيضًا، خاصةً من خلال نظام نقاط البيع في في فرع المطعم أو عبر نظام الطلب أونلاين، سواء عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق، يمكن لنظام الطلب أو طاقم الضيافة اقتراح إضافات تكمل الوجبة. على سبيل المثال، إذا طلب العميل وجبة رئيسية، يمكن اقتراح أطباق جانبية، حلويات، أو مشروبات تكمل تجربة الطعام، الأمر لا يتطلب الكثير، فقط تدريب الموظفين على تقديم هذه الاقتراحات بطريقة تعزز من تجربة العميل وتزيد من قيمة طلبه أو استخدام شاشة العميل التي توضح طلبات العميل وتقترح عليه أصناف مناسبة.

الاستراتيجية الثالثة: تعزيز خدمات الطلب الذاتي للعملاء

يميل العملاء لإنفاق ما يزيد عن 30٪ في الطلبات الإلكترونية للأطعمة مقارنةً بالشراء المباشر من المطاعم، وذلك بسبب أن كثير من العملاء يفضلون تجنب التفاعل المباشر مع الآخرين، مما يجعلهم أكثر راحة في إضافة المزيد من الأصناف إلى طلباتهم عند القيام بها بأنفسهم، هذا يمنحهم فرصة أكبر للتأمل واختيار ما يفضلونه بتروي عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق الخاص بالمطعم، وهنا يأتي دورك في تحسين وجودك الإلكتروني وتطوير الموقع والتطبيق ليكون أكثر مرونة وسهولة بالنسبة للعميل.

الاستراتيجية الرابعة: ابتكر منيو الطعام بحكمة لتسليط الضوء على المنتجات ذات القيمة العالية

إن قدرة العملاء على الإنفاق خلال زيارة واحدة لمطعمك قد تكون كبيرة، ولهذا يعتبر التركيز على الأصناف الأعلى قيمة في قائمتك استراتيجية مثالية لرفع متوسط الإنفاق لكل طلب، يُنصح بالتفكير في الأطباق المفضلة التي تتمتع بنطاق سعري يتناسب مع أغلبية العملاء، ومن ثم تقديمها في موقع متميز ضمن القائمة أو المنيو الخاص بك، سواء كان إلكتروني أو ورقي، أيضًا يجب أن تُعرض هذه الأصناف بطريقة جذابة، مستخدمًا صور قوية ووصف دقيق وجذاب، ويمكن للعاملين بالمطعم أن يُقدموا توصياتهم لهذه الأطباق للعملاء عند زيارتهم للمطعم، مما يُعزز التفاعل والتجربة الإيجابية وفي الوقت نفسه يُزيد من قيمة الطلب داخل المطعم.

الاستراتيجية الخامسة: تقديم تجربة طهي حية للعملاء

تعد من الاستراتيجيات التي ترفع من مستوى تفاعل العملاء وتقديم تجربة فريدة لهم، يتمكن العملاء من خلالها مشاهدة الطهاة وهم يعدون الأطباق مباشرة أمامهم، مما يضيف عنصر الثقة والشفافية إلى تجربة تناول الطعام، كما تقدم بعض المطاعم تقدم خيار “اصنع طبقك” حيث يمكن للعملاء اختيار المكونات بأنفسهم ومتابعة عملية الطهي خطوة بخطوة، مما يمنحهم شعورًا بالمشاركة والإبداع، ويساعدهم على زيادة قيمة الطلب.

الاستراتيجية السادسة: دمج التكنولوجيا في تجربة العميل

يمكن للمطاعم أن تستخدم التكنولوجيا لتحسين تجربة العملاء، مثل تطبيقات الهاتف المحمول التي تسمح بالطلب مسبقًا واختيار المقاعد، واستخدام الروبوتات في المطبخ لتسريع عملية الإعداد وضمان الدقة، وأيضًا طرق الدفع الإلكترونية، هذه الأساليب تساهم في تقديم تجربة طعام مميزة وتعزز من رضا العملاء وتحثهم على زيادة قيمة طلباتهم دون أن يشعرون، لأنهم يجدون الراحة والسهولة في تجربتهم، مما يجعلهم يريدون تكرارها مرة أخرى.

وفي ختام هذا المقال، يمكن القول إن استراتيجيات تحفيز العملاء على زيادة قيمة طلباتهم في المطاعم تعد فنًا يجمع بين الإبداع والفهم العميق لسلوكيات العملاء، من خلال تقديم تجارب مميزة، وتصميم قوائم طعام مبتكرة، وتوفير عروض ترويجية مغرية، يمكن للمطاعم أن تشجع العملاء ليس فقط على الإنفاق أكثر، بل وأيضًا على تكرار الزيارة والترويج الإيجابي، الاستثمار في جودة الخدمة والمنتج يعود بالنفع على المدى الطويل، مما يخلق قاعدة عملاء مخلصة ومستعدة للتجربة والاستمتاع بكل جديد، دعونا نتذكر دائمًا أن العميل هو محور أي استراتيجية ناجحة، وإرضاؤه يجب أن يكون في صميم كل قرار نتخذه.

تحتوي علي وسم: