بين الإبداع والدقة ظهر فنٌ جديدٌ، يتطلب مهارة عالية لإبراز الجمال، فعبر صورة واحدة قد يصلك العديد من الأحاسيس، هو فن تصوير الأطعمة. في هذا المقال، سنكشف عن بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على إتقان هذا الفن وعلى أهم الأدوات التي يجب أن تمتلكها إذا كنت تريد اقتحام هذا المجال ولا تعرف من أين تبدأ.

في الآونة الأخيرة، شهد مجال تصوير الطعام تطورًا كبيرًا، قد تعتقد أن الأمر في بادئه سهلًا، لكن ما إن تحاول التقاط صورة لوجبة غذائك، سيتضح لك جليًا أن ذلك النوع من التصوير ليس كالتصوير العادي، بل أنه يمتلك تحدياته الخاصة ومفاتيحه الفريدة، إليك بعضًا منها:

عوامل اتقان فن تصوير الطعام

أولاً: الإضاءة هي المفتاح الأول للصورة الجيدة، وغالباً ما تكون الإضاءة الطبيعية هي الأفضل لأنها تبرز الألوان الحقيقية وتفاصيل الطعام، ما عليك سوى استخدم النوافذ الكبيرة أو حتى الأبواب الزجاجية للحصول على ضوء ناعم وموزع بشكل جيد، تجنب الإضاءة المباشرة التي قد تسبب توهجًا زائفًا أو ظلالًا خفية تغطي على شكل الوجبة نفسها.

ثانيًا: اهتم بمفهوم الشكل والأرضية، أي ترتيب الطعام والأدوات والخلفية التي يجب أن تكون مدروسة بعناية، يمكنك استخدام الخطوط الإرشادية والتوازن البصري لخلق صورة متناغمة الألوان والأشكال، تُكمل بعضها البعض وتعزز من جاذبية الصورة، فتجذب المشاهد للطبق ولا تنفره.

ثالثًا: مراعاة التفاصيل، على سبيل المثال وجود ندى على الخضروات يعطي مصداقية للمشاهد، بخار الطعام الساخن، أو حتى قطرات الماء على كوب بارد، كلها تضيف إلى الصورة حيوية وواقعية وجاذبية، من الممكن هنا استخدام العدسات الماكرو لالتقاط هذه التفاصيل الدقيقة.

رابعًا: أفق إبداعية بلا حدود، عليك استحضار الجانب الإبداعي من شخصيتك ولا تخف من تجربة زوايا تصوير مختلفة وزوايا غير تقليدية، كذلك يمكنك استخدام الإكسسوارات لإضافة لمسة روائية أو موضوع للصورة.

خامسًا: اللمسة العميقة للصورة، تساعد الديكورات الموجودة خلف الطبق في توليد شعور بالعمق لدى عين المشاهد، ويجعل الصورة أكثر ديناميكية في نظره.

 سادسًا: التحرير الذكي والتعديل الخفي، استخدم برامج تحرير الصور لتعديل الإضاءة، الألوان، والتباين لتحسين الصورة، وتجنب المبالغة في التعديل حتى لا تفقد الصورة طبيعتها ومصداقيتها لدى المشاهد، لأن إذا فقدت الصورة واقعيتها فقدت مضمونها نهائيًا وبلا رجعة.

هل الكاميرا الاحترافية ضرورية لتصوير الطعام؟

الإجابة ليست على هذا السؤال بسيطة، فهي قد تحتمل السلب وقد تحتمل الإيجاب لأنها تعتمد على عدة عوامل منها:

– الكاميرات الاحترافية توفر مرونة أكبر في التحكم بالإعدادات مثل الفتحة، سرعة الغلق، والإيزو، مما يسمح بتعديلات دقيقة للحصول على الصورة المثالية. كما أن جودة الصورة عادة ما تكون أعلى بكثير من كاميرا الجوال، خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة.

– العدسات المتخصصة التي يمكن استخدامها مع الكاميرات الاحترافية أو تركيبها على الجوال، تسمح بالتقاط تفاصيل دقيقة وتوفر خيارات أكثر للتكوين الفني للصورة، عدسات الماكرو، على سبيل المثال، تعتبر مثالية لأنها تُظهر أدق تفاصيل الطعام الصغيرة من قشور ونقاط.

– الكاميرات الاحترافية تتيح التصوير بصيغ، وهي صيغة تحتفظ بجميع بيانات الصورة دون ضغط، مما يعطي مرونة أكبر في التعديل اللاحق للصورة.

إذًا، فلا يمكننا الجزم كليًا أن الكاميرا الاحترافية ضرورية لتصوير الطعام، لأن التكنولوجيا الحديثة عن طريق برامج التحرير أو العدسات التي تُركب خارجيًا على الجوال والكاميرات البدائية قد جعلت المصور قادر على التقاط صور عالية الجودة دون الحاجة لشراء كاميرا احترافية باهظة الثمن.

ما هي الأدوات الضرورية لمصور الطعام المبتدئ؟

يجب على من يرغب امتهان فن تصوير الطعام أن يكون لديه كاميرا رقمية ذات جودة عالية، عدسات متنوعة (عدسة واسعة عدسة ماكرو)، حامل ثلاثي القوائم “تراي بوت” ومنصة أو طاولة تصوير، إضاءة ناعمة، وأواني جميلة لتقديم الأطعمة.

ما هي السبعة أخطاء الشائعة في تصوير الطعام؟

1- تقديم عدة أنواع من الطعام في طبق واحد، هو أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المصور.

2- إهمال تنسيق الطعام مع الأطباق التي ستوضع بها.

3- تصوير الطعام باردًا أو غير طازجًا لا يظهر جمال وألوان الصورة.

4- عدم الاهتمام بقرب أو بعد الصورة من مصدر الضوء طبيعي.

5- لا يهتم المصور المبتدئ إذا كانت الكاميرا بزاوية 45° أم لا؛ مما يُظهر الصورة بشكل رديء.

6- التصوير عند الانتهاء فقط من الطبق، مما يضيع عليك لقطات حية من عملية الطهي.

7- عدم ترك مساحة سلبية، يتجاهل الكثير من المصورين ترك مساحة حول الطبق مما يجعل الصورة مزدحمة.

كيف يمكنك تطوير مهاراتك في تصوير الطعام؟

التصوير هو أحد الفنون التي تحتاج إلى ممارسة مستمرة، فعينك تلتقط الصورة قبل كاميراتك الخاصة، لذلك يمكنك متابعة دروس عبر الإنترنت أو الانضمام إلى دورات تعليمية خاصة في تعلم برامج الفوتوشوب وتعديل الصور عبر الذكاء الاصطناعي، وأيضًا التجارب العملية لها دور مفيد لتطوير مهارات التصوير لديك.

ماذا تعرف عن أبرز حيل تصوير الأطعمة؟

ليس كل ما يلمع ذهبًا، وكذلك الكثير من الطعام الشهي الذي نشاهده في الإعلانات ليس طعاماً أصليًا، قد تعتقد أنك تعرف كل شيء بمجرد الرؤية لكن في واقع الأمر ليس كذلك، لذلك سنكشف في السطور التالية الستار عن أشهر الحيل التي يلجأ اليها مصورين الطعام لفتح شهيتنا بأشياء لا تصلح للأكل ومنها:

– عند تصوير فيديو أو صورة للجبن المُذاب يتم استخدام السلايم الأصفر بدلًا من الجبن الحقيقي.

– في تصوير جزئية تقطيع الكعك، يتم استخدام الفوم والمواد اللاصقة بدلًا من الكعك الأصلي.

– قبل تصوير المخبوزات، يتم وضع عود بخور في علبة زجاجية خلف طبق المخبوزات، حتى يتطاير دخانها وتظهر المخبوزات وكأنها ساخنة.

– عند تصوير طبق الفواكه، يتم طلاء الأجزاء الداخلية بنفس الألوان كي تظهر زاهية.

– عند تصوير حلويات بها مسحوق الكريمة المخفوقة يتم وضع كريم حلاقة بدلًا منه ليعطي حجمًا مماثلًا ولا يذوب.

– عند تصوير المشروبات الغازية يتم وضع قرص فوار أو معلقة من الملح لزيادة الرغوة.

– في حالة تصوير الخضروات يتم رشها بالزيت حتى تظهر وكأنها نقاط الندى.

– حينما يتم التقاط صور للأيس كريم، تُستخدم البطاطس المخفوقة بدلًا منه لتجنب الذوبان.

وأخيرًا ليس أخرًا قد يسأل الكثيرين أنفسهم، هل مهنة تصوير الطعام مهمة؟، والإجابة نعم، هي واحدة من أهم المهن في عالمنا الحديث، لأنك عبر صورة واحدة فقط يمكنك أن تغير العالم، تُثير الشهية، تروج لمطعم ما، تدعم الصناعة وتوثق للإرث والثقافة، بها تلهم الأخرين وتشاركهم “الطعام” الذي لا يختلف عليه أحد أينما كان. ونهاية، إن الشغف والممارسة والتعلم المستمر هي العوامل الأساسية لإتقان فن تصوير الطعام ولكن باتباع هذه النصائح، يمكنك تحقيق نتائج مذهلة تلفت الأنظار وتثير الشهية.