تعتبر المطاعم من المشاريع التجارية الهامة، أضخمها استثمارًا وأكبرها شعبية المملكة العربية السعودية، لكن يختلف تسييرها عن تسيير المشاريع الأخرى، فما هي أسباب فشل المطاعم؟ ولماذا ازداد غلق المطاعم في عامها الأول مؤخرا داخل السعودية؟ وفقًا للخبراء، هناك عدة أسباب رئيسية تسهم في هذا الفشل، سنتعرف عليهم معًا في هذا المقال مع بعض النصائح الهامة من مرن لتجنبها وتعزيز كفاءة المطعم.
أسباب تسهم في فشل المطاعم مبكرًا وسريعًا
- عدم وجود دراسة الجدوى دقيقة: يعد عدم إجراء دراسة جدوى شاملة ومتعمقة للمشروع من أهم الأسباب للفشل، تشمل هذه الدراسة تحليل السوق، وفهم الجمهور المستهدف، وتقييم المنافسة، وتحديد التكاليف المتوقعة، وميزانية التسويق والطعام مع عمل بند حسابي للهدر والظروف الطارئة.
- سوء اختيار الموقع: يلعب الموقع دورًا حاسمًا في نجاح المطعم. المواقع السيئة التي لا تتمتع برؤية جيدة أو سهولة الوصول أو مواقف كافية للسيارات يمكن أن تقلل من عدد العملاء المحتملين.
- إدارة غير فعالة للمطعم: تعيين مدير غير كفء يمكن أن يؤدي إلى سوء إدارة الموارد، والتعامل السيئ مع العملاء والموظفين، مما يؤثر سلبًا على سمعة المطعم وأدائه.
- التحديات المالية: يمكن أن يؤدي نقص رأس المال الأولي، وعدم القدرة على تغطية التكاليف المستمرة، والتسعير غير الفعال للقائمة إلى مشاكل مالية خطيرة.
- ضعف أو سوء خدمة العملاء: تعتبر خدمة العملاء السيئة من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى فقدان العملاء وتراجع الأرباح، وبالتالي فشل المطعم.
- التسويق والإعلانات غير جيدة: في عصر يزداد فيه المنافسة، يعد الإعلان الفعال والتسويق الرقمي ضروريين لجذب العملاء وبناء الوعي بالعلامة التجارية.
- عدم الاهتمام بالجوانب المحاسبية: يجب على أصحاب المطاعم مراقبة التدفقات النقدية والممارسات المحاسبية بعناية لضمان الاستدامة المالية للمطعم.
- التغيرات الاقتصادية والتنظيمية: يمكن أن تؤثر العوامل الخارجية مثل التغيرات في الاقتصاد، والقوانين، والضرائب، بشكل كبير على تشغيل المطاعم.
- الشغف والخبرة: يعتبر الشغف بالطهي وإدارة المطاعم، إلى جانب الخبرة الكافية، عوامل حاسمة للنجاح. الاستثمار دون شغف أو خبرة كافية يمكن أن يؤدي إلى الفشل.
- التخطيط غير الكافي للنمو: يجب أن يكون لدى المطاعم خطة واضحة للنمو والتوسع، وعدم وجود هذه الخطة يمكن أن يحد من قدرتها على التكيف مع السوق المتغيرة.
- ضعف قائمة الطعام أو المنيو: تؤدي قائمة الطعام غير المتنوعة إلى فقدان العملاء، حيث يشير الثبات في الأطباق وندرة الخيارات الجديدة إلى جمود المطعم. وفقًا لـ “Saudi Gazette”، فإن 20% من المطاعم تُغلق أبوابها بسبب قوائم الطعام الغير جذابة. لذا، من الضروري لأصحاب المطاعم الاهتمام بتنويع وتحديث قوائم الطعام باستمرار.
- جمود التشغيل والمكوث في منطقة الراحة: يمكن أن يؤدي الاستقرار الطويل في نفس المنطقة إلى تراجع الأعمال، حيث يؤثر عدم التجديد ومواكبة متطلبات السوق سلبًا على مداخيل المطاعم بسبب تناقص العملاء، من الضروري البحث عن الابتكارات في عالم المطاعم والاستفادة من المزايا الجديدة للتطور ومواكبة التغيرات السريعة، لأنه في عصرنا هذا، يميل العملاء إلى كل ما هو سريع ومريح وجديد.
هل يمكن أن يقوم صاحب المطعم بتجنب كل النقاط السابقة ومع ذلك يفشل؟
الإجابة هنا قد تبدو مخيفة، لكنه مع الأسف الشديد، نعم يمكن حدوث ذلك نظرًا لإغفال عوامل أخرى مثل:
غياب الضوابط التشريعية
يتطلب الأمر من الهيئات التشريعية وضع ضوابط مدروسة تراعي التنوع بين المدن الكبرى والصغرى، وكذلك بين المطاعم الكبيرة والصغيرة. هذه الضوابط يجب أن تكون مبنية على أسس تضمن العدالة في التسعير والتوزيع، مع الحفاظ على حرية السوق، ومثالًا على هذا الأطعمة الأكثر شعبية مثل البيتزا، البرغر، والشاورما، قد أدت إلى تشبع السوق، ونتيجة للتوسع العشوائي، بات هناك حاجة ماسة إلى تحسين الجودة بدلاً من زيادة الكمية، مما اضطر كثيرين للإغلاق.
الرسوم الضخمة
تُفرض الرسوم المالية على المطاعم الصغيرة بالمثل على الكبيرة، لكن الفارق يكمن في طريقة الدفع؛ إذ يُسمح لأصحاب المطاعم الصغيرة بالدفع السنوي، في حين يُطلب من أصحاب المطاعم الكبرى دفع الرسوم لمدة ثلاث أو أربع سنوات مقدمًا. وتشمل هذه الرسوم كل ما يتعلق بالخدمات التي يستفيد منها المطعم، مثل تطبيقات التوظيف وخدمات التوصيل.
التكاليف المخفية
تُعد من العوامل الرئيسية التي قد تؤدي إلى إغلاق المطاعم، فعلى سبيل المثال، قد يقوم صاحب مطعم بشراء 10 كيلوغرامات من صدور الدجاج لإعداد طبق الشاورما، ولكن عند إذابة الثلج، يفقد حوالي 20% من وزن الدجاج بسبب الماء المتجمد والمواد الحافظة. هذا يعني أن صاحب المطعم ينتهي بالفعل بشراء 8 كيلوغرامات فقط بسعر 10 كيلوغرامات، مما يرفع التكلفة الفعلية للمنتج.
ارتفاع كُلفة التشغيل
تشهد المطاعم حاليًا ارتفاعًا في تكاليف التشغيل، حيث تجاوزت هذه التكاليف 40% من إجمالي المبيعات في بعض الحالات. على سبيل المثال، إذا قام مطعم ببيع وجبة بقيمة 100 ألف، فإنه يتوجب عليه خصم 40 ألف منها تكاليف تشغيل. السبب في ذلك هو أن الجزء الأكبر من التكاليف لا يتعلق بالمنتج نفسه فحسب، بل يشمل ما يُعرف بالتكاليف المباشرة، والتي أصبحت تحتل المرتبة الثالثة أو الرابعة من حيث الأهمية، أما التكاليف غير المباشرة، فهي تلك التكاليف التي لا ترتبط مباشرةً بالمنتج، ولكنها تساهم في دعم العملية الإنتاجية، مثل تكاليف الإيجار، الكهرباء، العمالة، والرسوم الحكومية، والتي شهدت هي الأخرى ارتفاعًا ملحوظًا ونتيجة لذلك أصبحت الأوضاع معقدة لأصحاب المطاعم، حيث تتزايد التكاليف المباشرة وغير المباشرة، بينما تتناقص القدرة الشرائية للعملاء، مما يجعل من الصعب على أصحاب المطاعم التكيف مع هذه الظروف ويؤدي للإفلاس والإغلاق المبكر الذي عادة ما يكون في العام الأول من افتتاح المطعم.
نصائح مرن للمطاعم في عامها الأول
لأننا في مرن نحرص على استمراريتك في المجال، نقدم لك بعض النصائح الهامة في عامك الأول:
– التركيز على جودة الطعام والخدمة لبناء سمعة جيدة.
– تطوير خطة عمل واضحة وتحديد الأهداف.
– الاستثمار في التسويق وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجذب العملاء.
– قدم تجربة فريدة للعملاء لتشجيع الزيارات.
– مراقبة التكاليف بعناية وإدارة المخزون بفعالية ويُفضل تعيين محاسبين مخضرمين.
– حافظ على نظافة المطعم والتأكد من الالتزام بقواعد السلامة.
– درب الموظفين بشكل جيد لضمان تقديم خدمة ممتازة.
– جمع التعليقات والملاحظات من العملاء واستخدامها لتحسين الخدمات.
– البقاء على اطلاع بأحدث الاتجاهات في صناعة المطاعم وعمل العروض وفقًا لذلك.
– بناء علاقات جيدة مع الموردين لضمان الحصول على أفضل المنتجات بأسعار تنافسية.
في الختام، يمكننا القول بأن النجاح في عالم المطاعم يتطلب أكثر من مجرد شغف بالطعام، إنه يتطلب فهمًا عميقًا للسوق، وإدارة مالية حكيمة، واستراتيجيات مبتكرة، والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في الأذواق، لذا يجب على أصحاب المطاعم الجدد أن يأخذوا في الاعتبار هذه العوامل وأن يكونوا مستعدين للتغلب على أي عقبات قد تواجههم في هذه الرحلة المثيرة والمليئة بالتحديات، وتذكر أن بين الفشل والنجاح خيط رفيع يُسمى الصبر.
التعليقات