في عالم المطاعم المتزايد التنافسية، تعتبر استراتيجية التسويق بالجماهير وسيلة فعّالة لتعزيز الحضور وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، ولكن في الوقت نفسه، تبرز الحاجة إلى اتباع ممارسات أخلاقية تضمن احترام العملاء والمجتمع، في هذا المقال سنتناول كيفية تطبيق استراتيجية التسويق بالجماهير في المطاعم بشكل أخلاقي ومستدام.

ما هي استراتيجية التسويق بالجماهير؟

تقوم استراتيجية التسويق بالجماهير على استغلال تأثير الناس العاديين والمستهلكين على تعزيز المطاعم. بدلًا من الاعتماد على حملات إعلانية مكلفة، تعتمد هذه الاستراتيجية على قوة التوصيات الشفوية، وسائل التواصل الاجتماعي، والمراجعات الرقمية، حيث يتولى العملاء أنفسهم نشر الرسائل الإيجابية عن المطعم.

استراتيجيات غير أخلاقية تتبعها بعض المطاعم في التسويق بالجماهير

استئجار عملاء مزيفين: تلجأ بعض المطاعم إلى حيلة ماكرة، وهي أن تقوم بدفع بعض الأموال لأناس حتى يصطفون خارج المطعم في طابور طويل، وذلك لإيهام المارة بأنهم عملاء حقيقين ينتظرون دورهم، تلك الحيلة توهم المارة والعملاء المحتملين أن المطعم مشهور ويتميز بضغط شديد من العملاء، وذلك بالتأكيد يعود لجودة طعامه وخدمته، لكن ذلك الأمر غير أخلاقي بالمرة، لأن فيه تزيف للحقيقة.

تأخير طلبات العملاء: تتسبب بعض المطاعم عمدَا في  تأخير تسليم طلبات العملاء وتأخير تقديم الأطباق لهم، وذلك كي يستمر وجود العملاء داخل المطعم، مما يوحي بأن الازدحام على المكان لا ينقطع، وتلقائيًا يظن المارة بجانب المطعم بأن ذلك المطعم بالتأكيد يقدم طعام عالي الجودة، لكن ذلك أيضًا غير أخلاقي، لأن فيه تلاعب بالعملاء الحاليين وإعطاء صورة قد تكون غير حقيقية للعملاء المحتملين.

استغلال الأطفال: توجيه الإعلانات للأطفال بطرق تستغل قلة خبرتهم وسهولة تأثرهم، تلك الاستراتيجية تعتمد على الطفل في إقناع أهله بالمنتج وإجبارهم على الذهاب للمطعم. أيضًا قد يتم الأمر عن طريق أسلوب آخر وهو أن بعض المطاعم تستأجر بعض الأطفال للوقوف أمام مطاعمها ممسكين بقوائم المطاعم محاولين بذلك الترويج للمطعم، تلك الطريقة تلعب على استعطاف المارة والعملاء، وتلك طريقة غير أخلاقية لسببين، أولًا تستغل الأطفال وتجعلهم يعملون بما يتنافى مع قوانين حماية الطفل العالمية، والثانية لأنها تستخدم وسيلة التلاعب العاطفي والنفسي للعميل.

التقسيم الماكر للمطعم: تستخدم بعض المطاعم طريقة تقسيم ماكرة للمساحة، في تلك الطريقة يتعمدون وضع الكاشير عند الباب، وبالتالي يضطر العملاء للوقوف طابور عند الباب وقد يصل الطابور خارج المطعم في كثير من الأحيان، وذلك الأمر يوهم الجميع بأن المطعم شديد الازدحام، وبالطبع هذا تصرف غير أخلاقي لأنه يعتمد على أسلوب الحيلة البصرية، قد يكون هناك ازدحام عند الكاشير فعلًا لكن ذلك نظرًا لضيق مساحة الوقوف وليس بسبب ازدحام المطعم الشديد أو جودته.

هل تنجح استراتيجيات التسويق بالجماهير الغير أخلاقية في اتساع شهرة المطاعم؟

الإجابة على هذا السؤال مختلفة عن المعتاد، فالإجابة هنا هي نعم ولا في الوقت نفسه، نعم لأنها تزيد من اتساع شهرة المطاعم وقد يُخدع بعض العملاء ويذهبون لتلك المطاعم، ولا لأن العميل الذي يتم خِداعه مرة، قد لا يعجبه الطعام أو الخدمة والأرجح أنه سيكتشف الحيلة بمجرد تناول أول لقمة من الطبق أو المنتج، وذلك يجعله لا يعود مجددًا، بما سيؤثر سلبيًا على الأرباح ونجاح المطعم.

ما هي مبادئ التسويق الأخلاقي بالجماهير؟

  1. الشفافية والمصداقية: من الضروري أن يكون التسويق شفافًا وصادقًا. يجب أن تعكس التوصيات والمراجعات تجربة حقيقية للعملاء دون تضليل أو مبالغة. يمكن للمطاعم أن تشجع عملاءها على مشاركة تجربتهم بصدق دون إجبارهم أو تقديم مزايا مادية مقابل التقييمات.
  2. التواصل المفتوح مع العملاء: التواصل المفتوح والفعّال مع العملاء يسهم في بناء علاقة ثقة طويلة الأمد. يمكن للمطاعم أن تستجيب لملاحظات العملاء، سواء كانت إيجابية أو سلبية، بطريقة محترمة وودية، مع السعي الدائم لتحسين الخدمة بناءً على تلك الملاحظات.
  3. تشجيع التفاعل الحيوي الحقيقي: بدلًا من الاعتماد على الإعلانات المدفوعة أو المؤثرين مقابل المال، يمكن للمطاعم الاعتماد على التفاعل الحيوي من قبل العملاء الحقيقيين، وذلك لأن تجاربهم في المطعم يمكن أن تتحول إلى محتوى ترويجي تلقائي على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تشجيع العملاء على مشاركة صور وتجارب طعامهم.

كيفية تطبيق استراتيجية تسويق أخلاقية للمطاعم

أولًا تحفيز التفاعل الاجتماعي

يمكن للمطاعم دعوة العملاء لمشاركة تجاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاجات محددة أو مسابقات تحفيزية، ومع ذلك يجب أن تكون هذه الحملات طوعية وغير مضللة، بحيث يكون الحافز متعلقًا بالتفاعل الإيجابي الطبيعي وليس تحقيق مكاسب مالية أو مادية.

ثانيًا تحسين التجربة العامة في المطعم

التركيز على جودة الطعام والخدمة يساهم في نشر التسويق الحيوي بشكل أخلاقي، العملاء الذين يحصلون على تجربة ممتازة يشاركونها بشكل طبيعي مع أصدقائهم ومتابعيهم، مما يعزز سمعة المطعم دون الحاجة إلى تدخل تسويقي مباشر.

ثالثًا التركيز على المسؤولية الاجتماعية

يمكن للمطاعم أن تتبنى ممارسات المسؤولية الاجتماعية في استراتيجيتها التسويقية. على سبيل المثال، يمكنها دعم المجتمع المحلي من خلال حملات خيرية أو مبادرات صديقة للبيئة، مما يشجع العملاء على دعمها والمشاركة في نشر قصص نجاحها.

رابعًا استغلال التجمعات العائلية

باعتبار أن المطعم هو مكان محتمل لتجمع العائلة، يمكنه تنظيم أحداث خاصة للعائلات أو تقديم عروض ترويجية للعائلات الكبيرة، مثل هذه المبادرات تشجع العملاء على الترويج للمحل بين أصدقائهم وأفراد أسرهم.

في النهاية، تعتبر استراتيجية التسويق بالجماهير وسيلة فعالة لتعزيز نجاح المطاعم، خاصة إذا تم تطبيقها بشكل أخلاقي ومستدام، من خلال التركيز على الشفافية، المصداقية، والمسؤولية الاجتماعية، يمكن للمطاعم بناء علاقة قوية مع العملاء وتحقيق تسويق طبيعي ومستمر على المدى الطويل.

تحتوي علي وسم: